رياضة

الدوحة تسعى لكتابة قصة نجاح جديدة .. في بطولة العالم للفورمولا-1

تسعى الدوحة إلى مواصلة قصص نجاحها في عالم المحركات، عندما تنظم سباق جائزة قطر الكبرى للخطوط الجوية القطرية للفورمولا-1، الجولة الثالثة والعشرين وقبل الأخيرة من بطولة العالم للموسم 2024، معتمدة في ذلك على نخبة من أبنائها المبدعين الذين يعملون بروح واحدة، ويشكلون قاطرة النجاح في الرياضات الميكانيكية.

وتنطلق فعاليات جائزة قطر الكبرى غدا ” الجمعة”، وتستمر منافساتها على مدار ثلاثة أيام تحت الأضواء الكاشفة بحلبة لوسيل الدولية، وبمشاركة 20 من أفضل سائقي السباقات في العالم وفرق الفورمولا-1 العشرة للظفر باللقب في السباق الرئيسي مساء الأحد.

وستعود الدوحة هذا العام لاستضافة إحدى جولات بطولة العالم للفورمولا-1، للعام الثاني على التوالي وللمرة الثالثة في تاريخها، بعدما استضافت الحدث للمرة الأولى عام 2021، لتحل أزمة الفراغ الذي خلفته أستراليا في البطولة العالمية، بعد اعتذارها عن عدم الاستضافة للعام الثاني تواليا بسبب القيود المفروضة للحد من تفشي فيروس (كوفيد-19) وقتها.

ودخلت قطر رسميا في روزنامة بطولة العالم للفورمولا-1، ولمدة عشر سنوات متتالية بدءا من العام 2023، وذلك في إطار الشراكة التي تمت بين الدوحة والفورمولا-1، والتي أصبحت قطر بمقتضاها واجهة مهمة سنويا للحدث الأكبر في سباقات السيارات عالميا.

وسيكون سباق جائزة قطر الكبرى للفورمولا-1، هذا العام هو الثالث في حلبة لوسيل الدولية، بعد الأول موسم 2021، والثاني في موسم 2023 الذي كان بداية انضمام الحلبة رسميا إلى روزنامة الأجندة الدولية.

وشهدت النسخة الأولى من سباق جائزة قطر الكبرى عام 2021 تتويج السائق البريطاني لويس هاميلتون، بطل العالم سبع مرات في أعوام (2008، و2014، و2015، و2017، و2018، و2019، و2020)، باللقب بعد تفوقه على غريميه الهولندي ماكس فيرستابن، بطل العالم ثلاث مرات أعوام (2021، 2022، 2023).

أما النسخة الثانية من جائزة قطر الكبرى عام 2023، فقد شهدت حسم الهولندي ماكس فيرستابن لقبه العالمي الثالث بعد فوزه في الدوحة واحتلاله المركز الأول، متفوقا على كل من الأسترالي أوسكار بياستري صاحب المركز الثاني، والبريطاني لاندو نوريس الذي حل في المركز الثالث.

وستكون النسخة الثالثة من جائزة قطر الكبرى للفورمولا-1 على موعد مع منافسة قوية من نوع خاص بين 20 سائقا يمثلون 10 فرق، فبعد أن حسم الهولندي فيرستابن لقبه العالمي الرابع على التوالي (لقب السائقين) لينضم إلى أساطير وأسماء عريقة في هذه الرياضة، ستدخل المنافسة أعلى درجاتها على لقب الصانعين بين فرق مكلارين الإنجليزي بسائقيه الإنجليزي لاندو نوريس والأسترالي أوسكار بياستري، الأول برصيد 608 نقاط، وفيراري الإيطالي بسائقيه شارل لوكير من موناكو، والإسباني كارلوس ساينز الابن، الثاني برصيد 584 نقطة، وريد بل النمساوي بسائقيه الهولندي فيرستابن والمكسيكي سيرجيو بيريز، الثالث برصيد 555 نقطة.

وحسم الهولندي فيرستابن لقبه العالمي الرابع قبل جولتين على النهاية، بعدما حل خامسا في جولة لاس فيجاس الأمريكية التي شكلت الجولة الثانية والعشرين من البطولة العالمية، بعدما عزز موقعه في صدارة الترتيب العام برصيد 403 نقاط وبفارق 63 نقطة عن أقرب منافسيه الإنجليزي نوريس الثاني برصيد 340 نقطة، وهو ما يصعب معادلته خلال الجولتين الأخيرتين.

ومعركة لقب الصانعين ستكون مفتوحة بين ثلاثي الصدارة، حيث تتمسك مكلارين بصدارة الترتيب بفارق 24 نقطة فقط أمام فيراري التي تتقدم بدورها على ريد بل بفارق 29 نقطة.

ولم تقدم مكلارين سباقا قويا في الجولة الماضية خلال جائزة لاس فيجاس، في حين نجحت فيراري بالحد من الخسائر عبر تحقيق المركزين الثالث والرابع، خلف ثنائية مرسيدس التي تألقت مع السائقين البريطانيين جورج راسل ولويس هاميلتون على التوالي.

وشهد السباق سيطرة راسل منذ البداية، بينما شق زميله -بطل العالم سبع مرات- طريقه من المركز العاشر حتى الثاني، في المقابل ومع الاقتراب من نهاية الموسم، فإن المكسيكي سيرجيو بيريز سائق فريق ريد بل الثاني مع فيرستابن، ما زال المكسيكي يقدم مستويات أقل من المتوقع في موسم كارثي بالنسبة له.

وتعد حلبة لوسيل الدولية، التي حافظت بعد إعادة تطويرها على مسارها الشهير 5.380 كم (3.343 ميل)، إحدى أبرز حلبات العالم، خاصة أنها من الحلبات القليلة على مستوى العالم التي تستضيف إحدى جولات بطولة العالم للفورمولا-1، وإحدى جولات بطولة العالم للدراجات النارية ” الموتو جي بي”.

وباستضافتها أبرز الأحداث العالمية في رياضة المحركات، ساهمت حلبة لوسيل في إدخال التكنولوجيا إلى الرياضة وتغيير تاريخ ثقافة الرياضات الميكانيكية، كما غيرت أيضا قوانين الاتحاد الدولي إقامة البطولة بقوانين نهارية إلى قوانين ليلية، بعدما كانت قطر الدولة الأولى التي يقام فيها سباق ليلي لـ ” الموتو جي بي” .

الدور المميز الذي تلعبه حلبة لوسيل الدولية منذ إنشائها عام 2004 جعلها رائدة في رياضة الحلبات على مدار هذه السنوات، عبر تقديمها إضافة كبيرة لرياضة المحركات، وذلك بفضل دعم المسؤولين وحرصهم على توفير كل الوسائل لتحقيق النجاح، الأمر الذي يصب في النهاية ضمن رؤية قطر 2030.

وتنطلق فعاليات سباق جائزة قطر الكبرى، للخطوط الجوية القطرية للفورمولا-1، يوم غد الجمعة، حيث لن يختلف برنامج السباق عن بقية السباقات الأخرى؛ إذ يمتد النشاط الرسمي على مدار ثلاثة أيام انطلاقا من يوم الجمعة، ليتواصل إلى يوم الأحد موعد السباق الرئيسي الذي سيقام الساعة السابعة مساء بتوقيت الدوحة.

وسيكون الموعد صباح الجمعة مع التجارب الحرة، التي سيتعرف خلالها السائقون على خصوصية الحلبة، كما ستقام بعد الظهر التجارب الحرة الثانية، وتفصل بينها مؤتمرات صحفية.

وانطلاقا من يوم السبت، سيزداد الضغط على السائقين، إذ سيكون الموعد صباحا مع التجارب التي تتبعها التصفيات الخاصة بالسباق القصير، على أن تتم بعدها إقامة المنافسة الرئيسية لهذا اليوم بانطلاق السباق القصير “سبرينت”، وهو الأخير في منافسات بطولة العالم هذا الموسم.

أما يوم الأحد، فيسمح للمشاركين بالقيام بجولة تجارب، تتبعها التصفيات النهائية لتحديد مراكز خط الانطلاق في السباق الرئيسي، الذي سينطلق في السابعة مساء بتوقيت الدوحة، لتحديد بطل جائز قطر الكبرى، التي تشكل الجولة قبل الأخيرة من البطولة العالمية.

وقد خضعت حلبة لوسيل الدولية العام الماضي لعملية تطوير شاملة لزيادة استيعاب المدرجات إلى 40 ألف متفرج، مع تقديم منشآت ومرافق مبان متطورة بمواصفات عالمية، لكن لم يتم إدخال تعديلات على المسار نفسه الذي حافظ على تصميمه الشهير، حيث تم الاكتفاء بإعادة سفلتته وتوفير سبل الأمن والسلامة فيه.

Follow us on Google News Button

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى